المعصية تورث الذل ولا بد, فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى. قال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} أي : فليطلبها بطاعة الله, فإنه لا يجدها إلا في طاعته. وكان دعاء بعض السلف اللهم أعزني بطاعتك, ولا تذلني بمعصيتك
أيما أولى بالعاقل: إيثار العاجل في هذه المدة اليسيرة وحرمان الخير الدائم في الآخرة , أم ترك شيء حقير صغير منقطع عن قرب ليأخذ ما لا قيمة له, ولا خطر له, ولا نهاية لعدده, ولا غاية لأمده
إذا كانت تلك الغايات التي هي دون ذلك [أي دون الجنة] لا تنال إلا بأسبابها مع ضعفها وانقطاعها كتحصيل المأكول والمشروب والملبوس والولد والمال والجاه في الدنيا؛ فكيف يتوهم حصول أعلى الغايات وأشرف المقامات بلا سبب يفضي إليه؟!
مساكين اهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يذقوا طيب نعيمها ،فيقال ماهو: محبة الله والأنس به والشوق الى لقائه ومعرفة اسمائه وصفاته
لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا بأهلها, وخداع الأمل لأربابه, وتملك الشيطان قياد النفوس, ورأوا الدولة للنفس الأمارة؛ لجأوا إلى حصن التضرع والالتجاء؛ كما يأوي العبد المذعور إلى حرم سيده
قال بعض العارفين:من قرت عينه بالله قرت به كل عين ،ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ،ويكفي في فضل هذه اللذة وشرفها انها تخرج من القلب ألم الحسرة على مايفوت من هذه الدنيا ، حتى انه ليتألم بأعظم مايلتذ به من أهلها ويفر منه فرارهم من المؤلم .